الثعلب وتيس الجبل
ترافق ثعلب وتيس في أرض نادرة الماء، فعطشا عطشًا شديدًا وسارا معًا حتّى وصلا إلى بئر، فقفزا إليها بسهولة وشربا من مائها البارد الصافي حتّى ارتويا؛ ولكنّهما لم يستطيعا الخروج منها وتضايقا وارتبكا، فقال الثعلب لرفيقه:
ارفع يديك وقرنيك جيدًا واقترب من الحائط حتّى تلاصقه، فأتّخذك مطلعة أتسلّق عليها وأخرج. وعندما أصل إلى فوق أَدْلي إليك آلة تتمسَّك بها وتخرج بدورك؛ وهكذا ينجو كلّ منّا برفيقه.
عمل التيس برأي الثعلب وهو مسرور من ذكائه وحيلته. ولمّا وقف الثعلب على حافة البئر صار يتلفَّت إلى القعر، فطالبه التيس بتنفيذ وعده ولكنّه لم يبالِ به بل أخذ يخطب ويلقي على مرافقه مواعظ في الصبر واحتمال المكروه ويطري على فهمه وعقله الراجح الوافر كوفرة الشعر في لحيته الطويلة. ثم ودّعه وولَّى هاربًا.
فندم التيس على مرافقته وتصديقه الحيوان الماكر الغدّار؛ إلّا أنّ الندم لم يجده نفعًا، وظلّ في البئر يترقَّب الفرج وقضاء الله.
يوسف س. نويهض
مقتبسة عن الفرنسية